طير السعد

يا طـــير الســعـــد خــــبر الغــالـــي عني لــحن وجـــواب

وقلــه العانــي صــــارت جــــل أمـــوره ما تـــــــطـــاق

يشـــــدي الحـون حــزيــــنة جــانبهــا روح الــصــــــواب

تـــذوق مـرارة الـــصـبر وذاق طـــعـم الـهـجــر و الفــراق

يـــا حمــامــــة اعـــزفي لحــن جــــروحي فـوق الخراب

غــادري أوكــار دوح زهور نــقــعــدها حــزة إشــــراق

اشدي الــــحون حزينة تـــشادي بلحنـــها صوت الغراب

كــلها شــؤم وتشــاؤم بعد ما غـــــاب الفـــكــر ولا راق

يا طير أوسموك بالشؤم و غديت ما تساوي ذرة تراب

راجـــع حساباتك ولا صـــابك يا طيــر ما صاب العــراق

تكدرت مشــاربها بعد ما كانت تنـــعم بلذة وشـــراب

أصبحت أشباح تخــاطفــها أيدي الأجانب و الســـراق

يا حمامة غردي ببـــيات ما سجــــلت أبياتها بكتـاب

واسجعي مع الساجعات وناجي حبيب للهوى غـراق

بــونة ونيتها بعد ما أقفا عني الحبيب زاهي الخضاب

صرت أناجي نجوم الليل و أتمنــى طلعت الأشفـــاق

سهوم الليل تحرقني وتلــــطعني بجمرة و شهـــاب

بعـــــدما كــان لونها في ناظــــري ساطع و بــــراق

مـن غيـر جرم سويته غير أن حبيبي عن عيني غاب

وأشعل جروح قلبي و الأحزان عانيتها ساق على ساق

لفتني مراسيــله وجرح الشـــوق يصطفـــق لهـــاب

وداعيــــة معها جو الفـــلك من كبــــره علــينا ضاق

ذكــرتني أحــلام اجـري ورآها اثــريها ســراب

تكشفـت لي بعد ما ذاب الــثلـــج عن روس الأطبـــاق

حــزني عليـــها حـزن يعقـوب بعـد ما شـــــاب

يتهيـــض كلما ذكرت حسنهـــــــا سبحان خـــــلاق

نهايتي خطيــتها بيـــدك من جــــرح وصــواب

صوبتني صــويب خلـــــوه ربعــه خلـــف الابـــراق

يحرم علي طرد الهوى بعد ما أبــديت الأسباب

أسباب جمعتنا وفرقتنا والكل منا ما هوب عـاق

حكم القدر ما هو حــــكم البـشر عليــــنا نصاب

غصب علــــينا انطــتاوعه ومع مجراه ننـــــساق

لله أنك تفرج لعبدك همومه مالها عد و حساب

وتبدل أحواله الحزينة بافراح تجيه كومات و إطراق

شــاب الرأس والفكر مشغلــه وهو ساجد بمحراب

إسودت أيامه و أغبرت وصار مثل اللي أيجر المشناق

حاله في تردي وهو يذكر قولت هذا بلا أبوك يا عقاب

صابه ما صاب أبو عقاب وهو قرب أيودع الدنيا بفراق

يتيه ويغيب و يجيه نوبات يفقد معها الدنيا والأحباب

رحلت موادع أحبابه سبب جرح جعله كسير و منعاق

وهاذي حال راع الهوى لا تخلت عنه الأقارب والاجناب

يغرره الموت الحمر وهو يتمنى شوفة حبيبه ويشتاق

الآ يا الله يا عالم بالخفايا الخفية وضـــرب الأطناب

تفرج العليل ينزل الدمع من موق عينه على طول حراق

وتبدل أيامه القشر جنــات موردة فيها ما لذ وطاب

ويصيب مثل غيره عليل شهد يتجرعه حلو وعــتــاق

هاذي هموم وأشجان نظمتها لكن للأسف شداها غراب

خرب لحنها وكسر أبياتها وخلى فيها طعم النكد والفراق

شعر رائع يامهند