إيثاره صلى الله عليه وسلم

لقد جاء الإسلام رحمة للعالمين فهو دين التسامح و الأخوة والمحبة والتعاون فقد هذب حياة الإنسان ونظمها في جميع نواحي الحياة فيما يتعلق بالعبادات والمعاملات وجعل المسلمين جسد واحد يحب كل منهم الأخيه ما يحب لنفسه فتنتفي الأنانية وحب الذات ويصبح حب الخير للآخرين هو الهاجس الأول فهذا هو الإيثار هو تقديم الغير على النفس في الدنيا رغبة في الآخرة منشأه قوة اليقين وتوكيد المحبة والصبر على المشقة وله درجات منها إيثار الخلق على النفس فيما لا يخرم عليك دين ولا يقطع عليك طريق ولا يفسد عليك وقت ومنها إيثار رضا الله على رضا الناس وإن عظمة فيه المحن وثقلت فيه المؤن وضعف عنه البدن وهو أن يريد ويفعل ما فيه رضا الله عز وجل ولو أغضب الخلق وهي درجة الأنبياء وأعلاها للرسل وأعلاها لأولي العزم منهم وأعلاها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فلقد قاوم العالم كله وتجرد للدعوة إلى الله واحتمل عداوة البعيد والقريب وآثر رضا الله على رضا الخلق من كل وجه حتى أظهر دين الله على كل دين وقامت حجته على العالمين وتمت نعمته على المؤمنين فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فلم ينل أحد درجة هذا الإيثار إلى محمد صلى الله عليه وسلم وكما قال الشافعي رحمه الله : رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بما فيه صلاح نفسك فالزمه ومن درجاته أيضاً أن تنسب إيثارك إلى الله دون نفسك فإن آثرت عليك بشيء فإن الذي آثر هو الله لا أنت إذ هو المعطي وقد قال تعالى حكاية عن الأنصار والمهاجرين حين آخى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذين تبـوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وهناك أسباب معينة على هذا الخلق العظيم والفعل الكريم تبدأ بتعظيم الحقوق واستعظام إضاعتها ومقت الشح فإذا أبغضه التزم الإيثار لأنه أفضل درجات مكارم الأخلاق والأثرة عكس الإيثار لأنها تعني استئثار المرء عن أخيه بما هو محتاج إليه وهو دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام وطريق موصل إلى محبة الله ورضوانه وحصول الألفة والمحبة بين الناس ودليل سخاء النفس وارتقائها ومظهر من مظاهر حسن الظن بالله وعلامة على حسن الخاتمة ودليل على علو الهمة والبعد عن صفة الأثرة الذميمة وهو بجلب البركة وينمي الخير وهو من علامات الرحمة التي توجب لصاحبها الجنة ويعتق بها من النار وهو طريق موصل إلى الفلاح والصلاح .

شاكرة مرورك ضوء القمر

وروعة الموضوع من روعة من نتحدث عنه صلى الله عليه وسلم