الصادق صلى الله عليه وسلم

من طرف **عاصفة الصحراء** الأحد يوليو 13, 2008 8:18 am

الصدق

عندما نتحدث عن الصدق فنحن نتحدث عن خلق كريم اشتهر به الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية فقد عرف في قومه بالصادق الأمين.

فجاء الإسلام ليتم مكارم الأخلاق فأكد على كل خلق حسن وجد في الجاهلية ومن هذه الأخلاق الصدق وهو ضد الكذب .

والصِديق هو دائم التصديق ومن ولذالك لقب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر بالصِديق لما صدقه في حادثة الإسراء والمعراج وكذبه قومه .

والصِديق هو الذي يصدق قوله عمله قال تعالى : ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) .

وهو استواء السر والعلانية والظاهر والباطن بألا تكذب أقوال العبد أعماله ولا أعماله أحواله .

وهو أعم من الإخلاص فكل صادق مخلص وليس كل مخلص صادق فالصدق أصل والإخلاص فرع .

وللصدق مجالات ثلاث كما قال ابن القيم : صدق في القول وصدق في العمل وصدق في الحال.
فالصدق في القول استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها ،

والصدق في الأعمال استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ،

والصدق في الأحوال استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة . انتهى

وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به تكون صدقيته .

وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه أكرم عبادة المتقين بأن جعل لهم مدخل صدق ومخرج صدق ولسان صدق وقدم صدق ومقعد صدق.
وحقيقة الصدق في هذه الأشياء هو الحق الثابت المتصل بالله والموصل إليه سبحانه .

ومنزلة الصدق من أعظم منازل المتقين فهو دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام وهو الطريق القويم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين .

وبالصدق يتميز أهل النفاق من أهل الإيمان وسكان الجنان من سكان النيران .

وهو سيف الله في الأرض الذي ما وضع عليه شيء إلى قطعة ولا واجهه باطل إلى صرعة فهو روح الأعمال ومحل الأحوال والحامل على اقتحام الأهوال .

فرسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الصادقين فلقد كانت حياته أفضل مثل للشخصية الكاملة الذي اتخذ من الصدق خُطاً ثابته وقد كان ذلك فيه بمثابة السجية والطبع .

وقد اتخذ منه مدخل للمجاهرة بالدعوة .

فكان صلى الله عليه وسلم محفوظ اللسان وبعد البعثة كان تصديق الوحي له مما جعل أصحابه يطلقون عليه الصادق المصدوق قال تعالى : ( ما ظل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلى وحي يوحى ).

وقد قسم الله تعالى الناس إلى صادق ومنافق فقال : (ليجزي الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء ) .

ويوم القيامة لا ينفع العبد ولا ينجيه إلى الصدق قال تعالى : ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم ) .

وللصادق علامات منها طمأنينة القلب إليه فبالكذب يحصل الريب قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صِديقاً وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ).
وهو من سمات الأنبياء والملائكة والصالحين .

وهو كشف للحقائق قال تعالى : ( نحن خلقناكم فلولا تصدقون ) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك في الدنيا حفظ الأمانة وصدق الحديث وحسن الخلق وعفة في طعمه ).

وحقيقة الصدق أن تصدق في موضع لا ينجيك منه إلى الكذب وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : من كان له عند الناس ثلاث وجبة له عليهم ثلاث ، من إذا حدثهم صدقهم ، وإذا ائتمنوه لم يخنهم ، وذا وعدهم وفى لهم ، وجب عليهم أن تحبه قلوبهم ،وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم ، وتظهر له معونتهم انتهى .

والصدق دليل القوة وسَمة الثقة بالنفس ومنجاة لصاحبه وهو ستر للعيوب وصاحبه من الله ومن الناس محبوب .

والصدق في الحديث يجعله مؤثر في القلوب .

وأنشد محمود الوراق :

اصُدق حديثك إن في الص
دق النجاة من الدنس

ودع الكذوب لشأنه
خير من الكذب الخرس

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم على الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ودمتم صادقين

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
		1	2	3	4	5
6	7	8	9	10	11	12
13	14	15	16	17	18	19
20	21	22	23	24	25	26
27	28	29	30	31